المواطن الخليجي و مواقع القمار على الأنترنات
خلال السنوات الأخيرة, إنتشر مواقع المراهنة على الأنترنات في جميع البلدان اتلخليجية دون إستثناء, واكتسحت شعبيتها كل الطبقات, في تناقض غريب بين التقاليد الخليجية, ومفهوم المراهنة على الأنترنات كألعاب قمار محرمة دينيا و مستهجنة إجتماعيا.
لكن تطور المقدرة الشرائية للمواطن الخليجي, جعلته يبحث عن أساليب ترفيه أكثر إثارة من المولات والألعاب الكلاسيكية في قاعات الشاي و الديوانيات, إلى أن وجد كل ما يرغب فيه من تسلية وإثارة في مواقع المراهنة على الأنترنات التي تسمح له بشحن موجات الأدرينالين و عيش أقصى حدود المتعة والترقب, دون أن يضطر إلى مغادرة بيته أو مكتبه.
إضافة إلى معرفة المواطن الخليجي العادي أن معظم أعيان المنطقة وشخصياتها المرموقة سواء فنيا او سياسيا أو اجتماعيا, يلعبون جميعهم دون استثناء على مواقع المراهنة على الأنترنات, وهو ما سهل عليه كسر حاجز الطابو و الواعز الديني, طالما أنه لا يؤذي أحدا, وأن نشاطه يتم في بيته دون تفاخر أو إشهار, وفي أقصى الحالات داخل مجموعة أصدقائه الخاصة و المغلقة.
لماذا الإمارات العربية المتحدة تحديدا؟
رغم أن ظاهرة إنتشار شعبية المراهنة على الأنترنات في جميع بلدان الخليج العربي, إلا أن اللاعب الإماراتي يبقى مميزا عن غيره بسبب عدة ظروف و مؤشرات تفرقه عن غيره من اللاعبين الخليجيين.
أول هذه العناصر هي البيئة المتفتحة جدا على الغرب التي تنتهجهها دولة الإمارات العربية المتحدة, والتي أثمرت تطورا ثقافيا و تكنولوجيا صاروخيا حمل هذا البلد إلى مرتبة بعيدة نسبيا عن مستوى رفاهية بقية الشعوب العربية الأخرى.
و قد اقترن هذا الإنفتاح على الثقافات الأخرى و الحضارة الغربية تحديدا باستقبال أعداد كبيرة من الوافدين الغربيين الذين جلبوا معهم عاداتهم و ووسائل الترفيه عندهم و اذواقهم في التسلية, و قد أثرت هذه الثقافات الوافدة في ذوق المواطن الإماراتي و جعلته يجرب مستحدثات لم يكن يعرفها, ومنها وسائل الترفيه الإفتراضية, و ألعاب الانترنات.
العنصر الثاني المؤثر في شعبية ألعاب المراهنة على الأنترنات في دولة الإمارات العربية المتحدة, هي المستوى المعيشي المرفه للمواطن الإماراتي, و نعلم جميعنا أنه عندما يرتفع مستوى معيشة الفرد في أي دولة, تتنوع وسائل الترفيه التي يتسلى بها مواطنو تلك الدولة, خاصة إذا كانوا يعيشون في قبلة سياحية واقتصادية لجميع انحاء العالم, و يكفي إسم دبي لعلامة تجارية لرفاه المعيشة و قمة التطور الهندسي والتكنولوجي و الإقتصادي.
اما العنصر الثالث و الأهم, فهو العمالة الوافدة مهما كانت اختصاصاتها, حيث أن الإمارات العربية المتحدة تعتبر من اكثر دول الخليج التي توفر مصدر رزق ومواطن شغل للالاف من الاجانب, الذين يكونون عادة من فئة متنورة أكاديميا و متطورة معرفيا مثل المهندسين و الأطباء و خبراء السياحة و المستثمرين الكبار. هذه العمالة عندما تأتي للإستقرار بالإمارات العربية المتحدة, فهي لا تبحث فقط عن مورد رزق و مرتب ثابت مثلما تفعل العمالة البسيطة مثل الخدم و السواق, بل تأتي و معها متطلبات ترفيهية تعودت عليها في بلدانها الاصلية, و لا تستطيع أن تتنازل عنها أو تقبل بأقل منها.
ومن هنا دخلت مواقع الكازينو لأنترنات إلى الدولة, في ظل غياب الكازينوهات التقليدية الحقيقية, لتعويض هذه الفئة المرفهة من الوافدين الأجانب عن حياة الكازينوهات التي قد يكونوا اعتادوا عليها, وقد يترك غيابها أثرا في نفوسهم عند انتقالهم للعيش في دولة الإمارات العربية المتحدة.
مشاكل اللاعب الإماراتي عند المراهنة على الأنترنات
تنقسم المشاكل التي قد تعترض اللاعب الإماراتي أو اللاعبين المقيمين بدولة الإمارات العربية المتحدة إلى عنصرين اساسيين, الأول هو طرق الإيداع و السحب, و الثاني هو صعوبات الدخول للمواقع و التحجيرات.
بالنسبة لوسائل الإيداع و السحب, تبقى بطاقة الفيزا أهم طريقة للمعاملات المالية و المصرفية مع مواقع الكازينو على الأنترنات, لكن هذه الطريقة قد يتم تحجيرها بصفة أو بأخرى بسبب طبيعة المواقع التي يتم التعامل بها عبرها, و عدم قانونية القمار بنوعيه التقليدي في الكازينوهات الحقيقية و الإفتراضي على مواقع الأنترنات.
لكن الحلول كانت دائما موجودة عبر البدائل الإلكترونية, و هي المحافظ الالكترونية بجميع أنواعها, رغم ملاحقة المشرع الإماراتي للكثير منها و منعها, مثلما فعل قبل سنتين مع الناتلر, أو لأسباب داخلية تخص طريقة الدفع, مثل قرار مؤسسة الأنتروباي نهاية السنة الفارطة حصر تعاملتها في منطقة الشنغان والدول الأوروبية, بعد أن كانت تمثل أهم وسائل الدفع و السحب البديلة للاعبين الخليجيين.
لكن مجرد استشارة فريق الدعم العربي باي موقع كازينو انترنات يوفر هذه الخدمة رغم أنها نادرة, فإن الموظف العربي سيقوم بكل كفاءة بإرشاد اللاعب لأفضل طرق الإيداع البديلة في صورة تعرضه لأي مشاكل أثناء محاولة الإيداع عبر بطاقة الفيزا.
كما نعلم متابعينا أن البنوك الإسلامية لا تعامل أبدا مع مواقع الكازينو على الأنترنات, و قد تقوم بحجز المرابيح لو تم تحويلها إلى حساب إسلامي و علم البنك بمصدرها.
أما العنصر الثاني الذي يمثل عقبة في طريق استمتاع اللاعبين الإماراتيين أو القاطنين بدولة الإمارات العربية المتحدة بمواقع الكازينو على الانترنات, فهي التحجيرات التقنية التي تمنع الدخول لهذه المواقع وتحجبها عن المواطنين الراغبين في التسجيل أو اللعب.
وهذه العقبة كما أسلفنا في عديد المقالات السابقة, قد تم تذليلها عبر تطبيقات الفي بي آن, و البروكسي, التي تسمح باخفاء هوية المتصل, و تمكنه من تضليل مكان دخوله ليظهر كأنه تم من بلد أوروبي, و بذلك يتم رفع جميع التحجيرات التقنية و القانونية آليا بمجرد استخدام التطبيق, و هو ما يستعمله معظم اللاعبين الغماراتيين الراغبين في الغستمتاع بخدمات الكازينوهات على الإنترنت.