تتعرض مواقع الكازينو في الشرق الأوسط و معظم البلدان الإسلامية عادة, إلى العديد من التحجيرات و الحظر و ذلك لسببين رئيسين, أحدهما ديني ثقافي, و الآخر إقتصادي.
السبب الديني و الثقافي
نعلم جديدا أن القمار أو الميسر كما تصفه الشريعة الإسلامية هو أمر غير مستحب و يوصى باجتنابه شأنه في ذلك شأن الخمر, لذلك تحرص حكومات البلدان العربية التي تعتمد الشريعة في قوانينها على حظره و الحد قانونيا من إقبال المواطنين عليه و ذلك عبر بناء حواجوز إلكترونية و تشريعية تجعل إشتارك المواطن العربي من بلدان الخليج العربي مهمة عسيرة جدا.
و هذا الواعز الديني موجود كذلك في الخلفية القافية للاعب العربي, الذي مهما كانت درجة إقباله على ألعاب الكازينو, يعرف جيدا أن يقوم بشئ غير مرغوب فيه دينيا و مجتمعيا, لذلك يحرص اللاعبون العرب على الحفاظ على سرية نشاطهم بمواقع الكازينو على الأنترنات, و يعتبرون السرية و الخصوصية, أبرز ميزة يبحثون عنها عند إختيار كازينو معين للتسلية.
لكن المنوعات الدينية و الثقافية ليست السبب الوحيد لتكثيف إجراءات التحجير على مواقع المراهنة الإلكترونية, حيث يلعب الدافع الإقتصادي دورا كبيرا أيضا, خاصة عندما نعلم حجم العمليات الماليات التي تتم في هذا المجال.
السبب الإقتصادي
من خلال خبرتنا في مجال الكازينوهات على الأنترنات, و عملنا في بعض أشهر المزودين العالميين في هذا المجال, نستطيع أن نؤكد لمتابعينا أن حجم الأموال المتداولة في هذه الكازينوهات سواء بالسحب أو الإيداع مهول جدا, و لا يمكن لأي خبير إقتصادي توقعه ما لم يتغلغل في تفاصيل معاملات المؤسسات العاملة في هذا المجال.
و حيث أن دولة اللاعب العربي عادة لا تتمتع بأي إمتيازات و لا ضرائب على هذه العمليات المالية الضخمة بحكم عدم تقنينها من قبل المشرع و تجريمها, فإنه من الطبيعي أن تضاعف الدولة إجراءات المنع خاصة عندما يكون تداول الأموال خارج رقابة الدولة و مجال لديها للإستفادة من هذه المعاملات المالية الضخمة.
فسواء كانت هذه المعاملات في شكل إيداعات خارجة من بلد اللاعب إلى المؤسسة, أو مرابيح تحصل عليها, فإن الدولة في هذه الحالة تبقى مجرد متفرج لا يمكنه الإستفادة من هذه العمليات المالية التي يجريها مواطنوه, و لا توظيف ضرائب عليها تساهم في دفع عجلة الاقتصاد بالبلد كما تفعل العديد من البلدان الاوروبية التي قننت خدمة تقديم ألعاب القمار على الانترنات و صهرتها في بوتقة النشاط المراقب من الدولة ووظفت ظرائب يدفعها اللاعبون و المؤسسات سواء على الأموال الخارجة في شكل إيداعات أو الأموال الداخلة في شكل سحب ربحيات, و من هذه البلدان إسبانيا و إيطاليا و بريطانيا و روميانيا و البرتغال, و قائمة البلدان التي تضبط مجال القمار على الأنترنات بقوانين خاصة طويلة جدا يصعب حصرها في هذا المقال.